نلتقي اليوم معكم بواحدٍ من أجمل وألطف الكائنات على الأرض ،ألا وهو دب الباندا الأحمر (Red Panda) والذي يعرف اسمه العلمي بـ(Ailurus Fulgens) ،وكذلك يطلق على هذا الدب اسم الدب-القط الأحمر (Red Cat-Bear) وذلك لصغر حجمه ،وشكله الذي يشبه إلى حد كبير شكل القطط .
بالإضافة إلى ذلك أيضاً يطلق عليه اسم الثعلب الناري (FireFox) وهو نفس اسم المتصفح الشهير Mozilla FireFox ولذلك قد يستغرب البعض أن شعار المتصفح ثعلب وليس دباً !! ،والسبب في ذلك أن مصمم الشعار رأى أن الدب لا يكون الصورة الصحيحة لاسم المتصفح ؛فجعل الشعار “ثعلب” ولكنه ثعلب ناريّ ليدل على اسم المتصفح (FireFox) .
الباندا الأحمر يشبه الراكون في حجمه وذيله الأشعث المخطط ؛فحجمه أكبر قليلاً من القطط المنزلية ،إلا أن فراءه بني محمر ،وساقاه الأماميتان أقصر من الخلفيتين ،وهو من الحيوانات الانفرادية التي لا تتحرك في جماعات ،ويسيطر كل فرد منها على منطقة خاصة به ،ويبدأ نشاط هذا الحيوان ليلاً ،ويتغذى على الخيزران عادة -مثل دب الباندا- وكذلك يتغذى على التوت وأوراقه ،أو زهور القيقب وثماره ،أو الحشرات ،أو الطيور والثدييات الصغيرة.
وقد أثار عالم الحيوان الفرنسي (Frédéric Cuvier) الجدل عندما وصف هذا الحيوان في عام 1825م على أنه قريب من الراكون وأعطاه جنس القطط (Ailurus) بسبب التشابه السطحي بينه وبين القطط المنزلية ،وبعد العديد من الأبحاث في علم التشريح والحمض النووي وغيرهما تم وضع هذا الكائن في عائلة خاصة به تسمى (Ailuridae) والتي بدورها تنتمي إلى فصيلة (Musteloidea) التي تشمل (الظربان والراكون وابن عرس) ،لذا فإنه ليس بدب وليس له ارتباط وثيق بدب الباندا !! ،وكذلك فإن له تاريخ طويل من الاستقلال عن أقرب أقاربه (الظربان والراكون وابن عرس وغيرهم).
وهو من الثدييات الشجيرية (أي التي تعيش على الأشجار) في شرق جبال الهيمالايا وجنوب غرب الصين ؛حيث يستوطن الباندا الأحمر الغابات المعتدلة من جبال الهيمالايا -من سفوح غرب نيبال إلى الصين في الشرق- ،ويعيش على ارتفاع ما بين 2,200-4,800 متر عن سطح البحر ،حيث تتراوح درجة الحرارة ما بين 10-25 درجة مئوية -فهو لا يستطيع تحمل درجة أعلى من 25 درجة مئوية- ،وحيث تتواجد أشجار الصنوبر والخيزران.
ويوجد من دب الباندا الاحمر نوعان هما:
(Styan’s Red Panda) ويقطن الجزء الشمال الشرقي من مناطق توزيعه في: (جنوب الصين وشمال بورما).
(Western Red Panda) ويقطن الجزء الغربي من مناطق توزيعه في: (نيبال ،وبوتان ،وأسام ،وولاية سيكيم الهندية).
وتقدر أعداد دب الباندا الأحمر بأقل من عشرة آلاف دب ؛فعلى الرغم من كون هذا الحيوان محمي بموجب القوانين في تلك المناطق ،إلا أن استمرار الصيد الجائر -للحصول على فرائه- ،وقطع الغابات أدى إلى أخذ أعداده في الانخفاض حتى أصبح مهدداً بالانقراض وتم إدراجه في القائمة الحمراء !! ،وقد انخفضت أعداده في الصين بنسبة 40% على مدى الخمسين سنة الماضية ،وقد يهدَد هذا الحيوان كذلك من قِبل بعض الحيوانات كالفهد الثلجي والنمس ،ويلجأ في الدفاع عن نفسه إلى الوقوف على قدميه الخلفيتين -كالدب- لمدة تصل عادة إلى عشر ثوانٍ.
يتميز الباندا الأحمر بفرائه السميك الذي يوفر له عزلاً حرارياً من الثلج ،ويتميز كذلك بألوان فراء وجهه التي يظهر فيها خطان بنيّان أسفل العينين -كما لدى الفهد- وكأنهما “طريق” للدموع ،وكذلك من المثير في وجهه البقعتان البيضاوان أعلى عينيه حيث تنبت الحواجب -فسبحان الله- ،ويتراوح طول جسم البالغ منه ما بين 50-64 سم ،ويتراوح طول الذيل ما بين 28-59 سم ،وبالنسبة للوزن فيتراوح وزن الذكر منه ما بين 3,7-2,6 كجم والأنثى من 3-6 كجم.
تحتاج دبب الباندا الحمراء من 2-3 سنوات لكي تكون ناضجة تماماً ،وتعيش حتى 15 عاماً ،ويبدأ موسم تزاوجها من منتصف يناير وحتى أوائل مارس ،وأثناء فترة الحمل التي تتراوح ما بين 112-158 يوماً تقوم الأنثى بتجهيز العش الذي غالباً ما يقع داخل شجرة جوفاء أو بين الصخور ،وتلد عادة فرداً واحداً وأحياناً يصل العدد إلى أربعة أفراد ؛حيث يتراوح وزن الفرد عند ولادته ما بين 110-130 جم ،وتظل الأنثى في رعاية أطفالها آخذة معظم وقتها معهم حتى يكتمل نمو فرائهم بعد 90 يوم ،وحتى فطامهم بعد حوالي سبعة أشهر ثم تتركهم عند الولادة القادمة في الصيف التالي.
المصدر
wikipedia.org